إن التربية كنظام اجتماعي تعمل على تكوين الأفراد وترقية اتجاهاتهم التربوية من خلال المؤسسات التعليمية، وهي تعتمد في ذلك على العديد من الأنشطة المتنوعة، وأبرزها التربية البدنية والرياضية "التربية وعلم الحركة"، حيث يلعب هذا النشاط دوراً رئيسياً وهاماً في إعداد مواطن الغد وتكوين اتجاهاته.
التربية البدنية كمادة تخضع للعملية التعليمية تتأثر بعوامل متعددة من أهمها المدرس، التلميذ، والإمكانات، بما تحتويه من أنشطة رياضية تشكل شخصية الفرد وترفع إمكاناته البدنية والحركية وتطور استعداداته العقلية والنفسية والاجتماعية، هذا وتمثل التربية البدنية حجر الزاوية في رياضة المستويات العالية "التدريب الرياضي" وذلك لكونها تمثل القاعدة العريضة للممارسة ولذا تولي الدولة أهمية خاصة للرياضة المدرسية كأساس لرياضة النخبة. وهذا تماشيا مع الميثاق الدولي للتربية البدنية والرياضة الصادر عن المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" اليونسكو 1978م، الذي ينص على أن ممارسة التربية البدنية حق أساسي للجميع وأنها تشكل عنصراً أساسياً من عناصر التربية المستديمة في إطار النظام التعليمي الشامل، هذا ما ذهب إليه التشريع الرياضي الجزائرية في الأمرية الرأسية رقم: 10/04 المؤرخة في:14/غشت/ 2004م، المتعلق بالتربية البدنية والرياضية، والذي يعمل على تلبية احتياجات الأفراد والمجتمع، وضمان توفرها وممارستها كجزء متكامل من العملية التعليمية في كل المستويات.
وإذا كان المعلم هو أحد أبرز العناصر في نجاح النظام التربوي التعليمي وبلوغ أهدافه، وبالتالي دفع عملية التطور قدماً نحو الأمام على اعتبار أن المعلم يمارس أدوار وظيفية عديدة ومن أهم الأدوار الوظيفية التي يمارسها المعلم هي القيام بتربية متوازنة لرعاية التطور والنماء العقلي والنفسي والبدني للتلاميذ، والرياضي ورعاية فئات ذوي الحاجات الخاصة (المعوقين)، فالمعلم يكسب تلاميذه المعارف والمعلومات والمهارات والخبرات اللازمة لهم في حياتهم فضلاً عن مساعدتهم على التكيف الاجتماعي والتأقلم مع ظروف الحياة الواقعية، وكذلك إرشادهم وتوجيههم علمياً وعملياً وقيادة تقدمهم .
إن الموقع الجغرافي لولاية بسكرة يسمح لها بتسهيل عملية الاتصال بين مختلف مناطق الوطن إذ أنها تتوسط العديد من الولايات وتقع على خط يربط شرق البلاد بغربها ، كما تعتبر بوابة الصحراء مما يؤهلها لتشكل قطبا هائلا يسمح بالتنقل السهل للطلبة الوافدين من كل جهات الوطن .
واستجابة للمتطلبات المتزايدة من التأطير المتخصص في مختلف ميادين علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية سواء في قطاع التربية الوطنية كأساتذة لتربية البدنية والرياضية على اختلاف مراحله (ابتدائي – متوسط – ثانوي) . أو على مستوى التدريب الرياضي المتخصص في تأطير النوادي الرياضية في مختلف الرياضات قصد الرفع من القدرة التنافسية للرياضيين من جهة، ومن جهة أخرى التكفل بفئات ذوي الاحتياجات الخاصة لغرض إدماجهم في الحياة الاجتماعية.
إن أهمية وفوائد إنشاء معهد علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية على مستوى الجامعة سيكون أداة فعالة لإعداد وتأهيل الإطارات القادرة على تقديم المشورة والخبرة العلمية، ودراسة القضايا والمشكلات الخاصة بالرياضة.
الدافعية
من دوافع فتح هذا الاختصاص:
- الحاجة الملحة لإطارات علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية.
- العجز الكبير في قطاع التربية الوطنية الذي يعاني من نقص في أساتذة التربية البدنية والرياضية في كل الأطوار التعليمية.
- نقص اطارات التدريب الرياضي المتخصص على مستوى الأندية
- نقص اطارات التحضيير البدني على مستوى الاندية الجزائرية
- حاجة المؤسسات الرياضية لمسيرين متخصصين في الادارة والتسيير الرياضي ان على المستوى البشري أو المستوى الهيكلي
إن تقديراتنا لمتطلبات الإطارات المتخصصة في مختلف ميادين علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية تعد بالآلاف على المدى القصير، وبعشرات الآلاف على المديين المتوسط والبعيد.
إن التفكير في تأسيس معهد علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية قد سبقته العمليات التالية:
1- فتح قسم التربية البدنية والرياضية2004
2- فتح قسم نظام Lmd في ميدان علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية شعبة التربية الحركية في السنة الجامعية2006
تشكل هاتان العمليتان اللبنة الأولى للتكفل بالتكوين الجامعي المتخصص في ميدان علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية.
مما تجدر الإشارة إليه أن هذا التكوين تم تغطيته بـ:70% من أساتذة جامعيين بجامعة باتنة و30% من إطارات التربية البدنية والرياضية سواء من قطاع التربية والتعليم أو الشباب والرياضة، ويستجيب لكل متطلبات التكوين بالإضافة إلى تربعه على مساحة تفوق 10 هكتارات مخصصة إلى الهياكل الرياضية.